شرح كتاب العلم من صحيح البخاري
كتاب أهل العلم بالعلم إلى البلدان
قال المؤلف -رحمه الله تعالى- حدثنا إسماعيل بن عبد الله اسم> قال: حدثني إبراهيم بن سعد اسم> عن صالح اسم> عن ابن شهاب اسم> عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود اسم> أن عبد الله بن عباس اسم> أخبره: رسم> أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعث بكتابه رجلا وأمره أن يدفعه إلى عظيم البحرين اسم> فدفعه عظيم البحرين اسم> إلى كسرى اسم> فلما قرأه مزقه فحسبت أن ابن المسيب اسم> قال: فدعا عليهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يمزقوا كل ممزق متن_ح> رسم>
.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، في هذا الحديث أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لما فتح الله عليه بلاد العرب وأهل الجزيرة اسم> رأى أيضا أن يدعو غير العرب، وكان أهل الشام اسم> نصارى يقال لهم: الروم، وأهل العراق اسم> مجوس، أهل العراق اسم> وأهل إيران اسم> وما وراء النهر يقال لهم: الفرس ولا يزالون إلى الآن يتسمون بأنهم فرس، وأن بلادهم بلاد فارس ، فكتب إلى قيصر اسم> الذي هو ملك الروم واحترم كتاب النبي -صلى الله عليه وسلم- وقبله، وهمَّ بأن يسلم ولكن خاف على ملكه فلم يدع عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- وكتب إلى كسرى اسم> الذي هو ملك الفرس وكان مجوسيا فلما جاءه كتاب النبي -صلى الله عليه وسلم- مزقه ولم يهتم به، دعا عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يمزقه الله كل ممزق فمزق الله -تعالى- ملكه.
وذلك لأن الروم بقي لهم ملك مئات السنين استقروا في تركيا اسم> في القسطنطينية اسم> وهي إسطنبول اسم> وبقي لهم ملك، وأما الفرس انقطع ملكهم، الصحابة -رضي الله عنهم- فتحوا العراق اسم> وواصلوا فتحا فتحا إلى خراسان اسم> وإلى ما وراء ذلك حتى قتل ملكهم واسمه يزدجرد اسم> وانقطع ملكهم.
الشاهد من هذا الحديث أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أرسل كتابه وأنهم في بعض الروايات قالوا: إنهم لا يقرءون الكتاب إلا مختوما فاتخذ خاتما نقشه محمد اسم> رسول الله ثلاثة أسطر، وختم كتابه وأرسله فقبلوا كتابه قبلوه، ولما قبلوه قرءوه ولكن غضب ذلك الملك، فاستدل بذلك على أنه تقبل الكتابات ولم يزل على ذلك المحدثون؛ إذا كان- مثلا-أحدهم في مصر اسم> كتب إليه التلاميذ الذين في المدينة اسم> أو في مكة اسم> أو في صنعاء اسم> أو غير ذلك فكتب إليهم: حدثني فلان قال:حدثني فلان إلى أن يكتب لهم الأحاديث التي عنده تأتيهم ويقبلونها، لكنهم ما يقولون: حدثنا فلان، ما يقولون:- مثلا -حدثنا الليث بن سعد اسم> عالم مصر اسم> ولكن يقولون: أخبرنا أو أنبأنا أو عن الليث اسم> ؛ لأنه ما حدثهم مشافهة هذا اصطلاح كثير منهم والبخاري اسم> يبيح ويجوز أن يقول: حدثنا وإن كان مكاتبة. نعم.
مسألة>